الأحواز: الأرض المنسية أم الجرح النازف؟
الأحواز.. التاريخ الذي طمسته السياسة
تقع الأحواز، أو ما يعرف بـ”عربستان”، في جنوب غرب إيران حاليًا، وهي أرض عربية خالصة سكنها العرب منذ آلاف السنين. في عام 1925، قامت إيران باحتلال الأحواز بعملية عسكرية بعد أن خطفت أميرها الشيخ خزعل الكعبي، وألحقتها قسرًا بالدولة الفارسية، ومنذ ذلك الوقت يعيش الأحوازيون تحت حكم قمعي يهدف إلى طمس هويتهم العربية.
السياسات الإيرانية ضد الهوية العربية في الأحواز
منذ الاحتلال، اتبعت السلطات الإيرانية سياسات ممنهجة للقضاء على الوجود العربي، ومن أبرزها:
- حظر اللغة العربية في المدارس والإعلام، وإجبار السكان على استخدام الفارسية فقط.
- تهجير السكان العرب واستبدالهم بمستوطنين فرس ضمن خطة تغيير ديموغرافي ممنهجة.
- حظر الأسماء العربية في الوثائق الرسمية واستبدالها بأسماء فارسية.
- طمس المعالم التاريخية والثقافية العربية وهدم المساجد واستبدالها بحسينيات شيعية تابعة للنظام الإيراني.
معاناة الأحوازيين: الاضطهاد والقمع اليومي
يعيش العرب الأحوازيون تحت قوانين صارمة تمنع أي تعبير عن هويتهم القومية، ومن بين الممارسات القمعية التي تمارسها إيران ضدهم:
- الاعتقالات التعسفية والإعدامات لكل من يتحدث عن القضية الأحوازية أو يدعو إلى الاستقلال.
- حرمان المناطق الأحوازية من التنمية رغم أنها تضم أكبر الحقول النفطية في إيران.
- منع التجمعات والاحتجاجات السلمية بالقوة، وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
الأحواز: ثورة لا تموت رغم القمع
على الرغم من القمع الشديد، لم يستسلم الشعب الأحوازي، بل استمر في مقاومته ضد الاحتلال الإيراني. ومن أبرز الحركات المقاومة:
- حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وهي من أبرز التنظيمات التي تناضل لاستعادة استقلال الأحواز.
- الانتفاضات الشعبية التي تندلع بين الحين والآخر، مطالبة بالحقوق السياسية والثقافية.
- التحركات الدولية حيث يسعى الأحوازيون إلى إيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي لكسب اعتراف بقضيتهم.
لماذا تصر إيران على احتلال الأحواز؟
تعتبر الأحواز أغنى منطقة نفطية في إيران، حيث تحتوي على أكثر من 80% من النفط الإيراني، وهو ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا. كما أن وجود نهر كارون، أكبر نهر في إيران، يمنحها أهمية زراعية واقتصادية كبرى. لهذا، ترفض إيران التخلي عنها بأي ثمن، رغم أن سكانها الأصليين يعانون من الفقر المدقع بسبب السياسات التمييزية.
دور العرب والعالم في دعم القضية الأحوازية
حتى الآن، لا يزال الدعم العربي والدولي محدودًا جدًا للقضية الأحوازية. ومع ذلك، هناك بعض المحاولات لإحياء هذه القضية على الساحة الإعلامية والدبلوماسية، مثل:
- الضغط الإعلامي من خلال تسليط الضوء على جرائم إيران ضد الأحوازيين.
- دعم المنظمات الحقوقية لرفع القضية إلى الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
- التحركات السياسية من بعض الدول العربية لمناقشة القضية الأحوازية في المحافل الدولية.
هل هناك أمل في تحرير الأحواز؟
على الرغم من مرور ما يقارب القرن على الاحتلال، لا يزال الأمل موجودًا في استعادة الأحواز كدولة عربية مستقلة. مع تزايد الوعي العالمي بالقضية، وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية، قد نشهد في المستقبل تحولات تعيد الأحواز إلى أحضان العروبة.